تعلمنا الحياة

تعلمنا الحياة
بأن مشارفا تأتي
وأن سفوحها تذهب
وأن الليل إن يثقل بظلمته
فمن وضح السنا يشرب
وأن بداية الأيام في صرخة
وأن نهاية الأحلام في دمعة
وأن طريق أيام نكابدها
سيصبح ربما خالي
ويصبح فيه كل الهم تذكرة إلى الأبعد
فميناء الوصل لها مغادرة
ورحلات القدوم تعود مسرعة
وأنات الوجوم تظل مسفرة
وإن العمر مرحلة
وأن الحب تجربة
من المجني والجاني
من المرتاح والعاني
من المسلوب والسالب
وهل سنظل نترقب
غرسنا ظاهر الأشواق باطنها
وأرَّقنا كوامنها
طلبنا الموج في لجة
فأصبح عمرنا غصة
وبتنا في اهتزاز دونما أسباب
فلم نقنع ولم نسأم
فلا وصل يعالجنا وليس غياب
ولا وطن نلذ به ولا أغراب
فقط في الليل كم نرحل
وكم نسأل
وكم تهدي لنا الأيام دورتها
وفيها تنبت الأحداث لعبتها
ومازلنا بلا وعي
فهل نتعب
فقف وتعلم الدرس
فليس العمر في بخس
فهل تسْتَقْرِئ الأحداث
وهل تستنبط الواقع
وأن فراغ هذي النفس لا يهدأ
فلا تعطي لصدرك في حنايا الحب ملتهبا
ولا تشرع له قلبا
لأنك إنما تجتاح منقلبا
فخفف حدة الشوق
فهذا الحب يحتل الغموض بنا
ولم نعرف له جو ولا مطلب
فحاذر فيه أن تُغلب
لأن الحب مملكة
يغيب الحكم في دنيا ممالكها
فلا لغة تخاطبه
ولا وجد يحاوره
وإن أعطيت لا تسأل
وإن أكديت لن تُذهل
تعلمنا الحياة كثير
وتأخذ منا تجربة
لتسقيها إلى آخر
هناك المستفيد بها
ولكن ثَمَّ من يجْهد
فقل بالله كم تشقى بنا الأيام
أو تسعد
وكم تفنى بنا الأعمار
أو تسلب
تعلمنا الحياة فهل نتعلم المحسوس والملموس
أم نذهب
فقل للعمر يتوقف
وقل للجرح لا تنزف
وقل لسبيل أيام بنا حسبك ولا تصعب
فهذا العمر محسوب
وفيه القدر مكتوب
فقف وتعلم المقدور والأوجب