وجاء العيد يبكي يوم عيدي
وسالت على الأرض دموعه ..دماء
فكيف أرتدي من الثياب جديدي
وأفرح مع الأهل والعيد بالبكاءِ..جاء
وصوت الأنين والصراخ بوطني ..
أصهر الدمَّ فى وريدي ..
وصوت المآذن يعلو للصلاة..
وأراني أُردد خلفه على إستحياء
وجاء العيدُ يبكي ..يزيد مرارة أنيني
جائني بثوبٍ ممزقٍ ..
جائني يزيد مابالعين من قذاء
ودار الحوار.. والوجه شاحب باصفرار
وازداد لهيبي ..
ووجهي إلى الأرضِ والعيد يسألني ..
ما هذا الشقاء؟
وكيف أنتم وأرض الإسلام يعلوها ..
_ الله أكبر _ نداء
كيف احتلكم هذا الوباء ؟
أين أنتم ياأمة محمد من هذا البلاء؟
وآهٍ .. ليتني مِتُّ قبل هذا اللقاء
وما كان مني إلا همهمات ..
وخذيٌ يرسمه على الوجه يقيني ..
أني لستُ سوى جبان ..
كبش ينتظر الفداء
صبراً أيها العيد أراك قادم للعزاء
ولا عزاء ..
مهلاً .. كفى بكاء
فالأرض تحت أقدامي تشكوني للسماء
مهلاً .. لن أُبرر ماتراه على الأرض من أشلاء
لن أُبرر ماأصابني من برودٍ على عرضي..
لن أطلب منك الرجاء
لن أرفع رأسي أمامك ..
لن أُبرر ماأصابني من جفاء
أراني أيها العيد حافي القدمينِ
مُنتعلاً فى رأسي الحذاء
فقد تركتُ الأُسد تنهشها الكلاب
وتركتُ أرضي يجتاحها الغرباء
هذا أبيض وهذا أصفر وهذا أسود
جاؤوا بالسيوف يُقسموا الأرجاء
وأصبحوا أصحاب الأرض..
وبتنا نحن الأعداء
آهٍ .. كيف أرفع يدي الآن بالدعاء
كيف وقد بتُّ بلا ولاء
كيف وقد دعَتْ عليَّ الأجِنَّة
واغتُصِبَتْ فى أرضي النساء
كيف وقد بخلتُ على أرضي بالعطاء
أن أسأل الله العطاء
ياعيدُ .. لقد أصبحتُ فى وطني كالوباء
وأخذ اليأس مني مأخذَ الداء
ياعيدُ .. وربي إني لأحسدك على البكاء
فالعين من ظُلمي تقتلني ..تسلبني مطلبي منها
وهو البكاء .. البكاء .. البكاء
...