صنف من البشر قبيح عاشرته طويلا فأنظروا ماذا حدث؟

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
أحبابي الكرام
إخواني وأخواتي في الله
مرحبا بكم جميعا وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن
يرحمكم ويغفر لكم ويهديكم قولوا آمين
صنف من البشر قبيح عاشرته طويلا فأنظروا
ماذا حدث؟
هذا هو عنواني مع حضراتكم اليوم.
يجب أن نعلم أولا أن طبائع الناس
تختلف فهناك الجميل وهناك القبيح هناك الصادق وهناك الكاذب هناك الكريم وهناك
البخيل وهكذا
وكل طبع من هذه الطباع له أسلوب معين في التعامل معه فالكريم له
أسلوب والبخيل له أسلوب وهكذا
واليوم أنا أتكلم عن صنف من البشر قبيح عاشرته
طويلا لكني أندم كل الندم على معرفته سأحكي لكم ماذا حدث
تعرفت على هذا الشخص
منذ زمن تعرفنا على بعض وعرف كل منا الآخر وأحببنا بعض جدا وأشهد الله أني كنت أحبه
حبا لا يوصف
هذا الشخص مرت الايام بنا ونحن نعيش سويا في أمان وحنان ولين ورحمة
نتبادل مع بعضنا البعض المودة والسكينة وكنا نتسم بكل الصفات الجميلة ونتبادلها
سويا كان يشكي لي همه وكنت أشكي همي له
مرت الأيام بنا وأنا أظن أنني سعيد وأظن
أنه لا توجد سعادة أفضل مما أنا فيه
بداية النهاية:
بدأت ألاحظ أشياء لم أكن
أراها من قبل على هذا الشخص
بدأت أجده يتهرب مني بدأت أشعر أن معرفتنا لبعضنا
البعض لم تصبح على الصورة التي كانت عليها
بدأت أشك في الأمر فتتبعته وأخذ هذا
الشخص مني وقت طويل كي أعرف حقيقته فبدأ هذا الشخص يكذب كثيرا ولم أكن أقصد أن اعرف
إذا كان يكذب أم يصدق فكانت الظروف تساعدني فيكشف نفسه بنفسه فيقول لي قول ثم تمر
مدة وأسأله عن نفس الشيء فيغير كلامه وهكذا
هذا الشخص زاد التغير من ناحيته
فأصبح يبعد عني شيءا فشيءا وأنا واقف أستعجب مما يحدث وأقول لنفسي
ماذا حدث؟ ما
الأمر؟ هل أنا قصرت معه في شيء؟ هل أنا أخطأت معه في شيء؟
لم أجد جوابا فانتظرت
وقلت سأجعل الأيام هي التي تجاوبني
زاد كذب هذا الشخص وأنا لا شيء في حياتي
أبغضه أكثر من الكذب وأبغض من يكذب بغضا شديدا جدا
إتضح لي أن هذا الشخص قد مل
مني علمت أنه كان يأخذني مجرد لعبة في يد طفل يلعب بها وقتا طال أم قصر هذا الوقت
لا يهمه المهم أنه في يوم ما سيلقي بهذه اللعبة في أقرب قمامة
وهذا ما حدث
بالفعل بدأ يزيد بعد هذا الشخص عني وبدأ يمل من اللعبة التي في يده وبدأ يفكر في
التخلص منها في أقرب وقت
لكنه كان مترددا لا لأن اللعبة تهمه لكن لأن اللعبة قد
أثرت في نفسه بشيء ما فأصبح متحير لكن لم تطل حيرته فأخذ القرار بالفراق
في
الحقيقة أنه لم يقولوها لي صراحة لكنه قالها بأفعاله
وطوال هذه المدة كان يفعل
أشياء تؤلمني جدا وتجرح من كرامتي لكني كنت دائما أقول العفو أفضل من كل
شيء
وتماديت في عفوي له وتمادا هو في اخطائه تجاهي
ثم وجدت الأيام قد أجابت
لي عن أسئلتي التي قد سأتها من قبل
وقالت لي:
إنك أخطات خطأ كبير في تجاه هذا
الشخص وهذا الخطأ هو أنك ظننت أنه خير الناس وإنه لشر النار.
كانت إجابة الأيام
لي إجابة قاسية تعبت منها كثيرا
فعزمت الأمر على أنني أترك هذا الشخص إلى
الأبد
وإني قد بيت النية على هذا من قبل لكني كنت متردد لكني في هذه المرة أخذت
القرار بشجاعة وعزم صادق
فتركته ووبخته بكلام شديد والله لو كان هذا الكلام قد
قيل لي لما استطعت أن أتحمله مطلقا
وبالفعل تركت هذا الشخص
لكني قلت في نفسي
إن كان هذا الشخص فعل كل هذا فواجب عليك أن تساعده كي يصلح من نفسه لنفسه فأنا لم
أعد أريد منه شيء
وبالفعل عزمت على إصلاحه والتغيير من شأنه لكن كل محاولاتي
فشلت فشلا كبيرا
فقلت أنا فعلت ما أستطيع ولم يرد الله له الهداية فماذا أصنع
أنا؟
تركت هذا الشخص وفوضت أمري لله ووالله لقد حزنت حزنا شديدا على فراقه وما
زال هذا الحزن يلازمني
لكن هذا الصنف من البشر الذي لا يقدر المعروف ولا يعترف
بالجميل لا يستحق مني أي معروف
هذا صنف من البشر أفضل أسلوب في التعامل معه ألا
تتعامل معه أصلا
هذه كانت حكايتي مع هذا الصنف من البشر لعلكم تعتبرون منها
وتستخرجوا منها الفوائد
وأهم فائدة تخرجوا منها أنكم لا تتسرعوا في الحكم على
أحد سواء أحكمتم بخير أو بشر كلاهما سواء
يجب أن تتمعن وتفكر مرة ومرتين ومرات
كثيرة ثم تصدر حكمك حتى لا يحدث لك ما قد حدث لي فتندم ندما شديدا
بارك الله
فيكم جميعا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته