بل لقد بلغت بهم الحرأة إلى مساومة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فى رسالته، فحاولوا إغراءه ليكذب على الله فيكونوا له أتباعاً، فقد تباحث أربعة من أحبارهم فى أمره وهم ( كعب بن أسد وابن صلوبا، وعبد الله بن صوربا وشاس بن قيس" فقال بعضهم لبعض.. اذهبوا بنا إلى محمد، لعلنا نفتنه عن دينه، فإنما هو بشر، فأتوه، فقالوا له.. يا محمد إنك قد عرفت أنا أحبار يهود وأشرافهم وسادتهم وإنا إن تبعناك اتبعتك يهود، ولم يخالفونا، وإن بيننا وبين بعض قومنا خصومة، أفنحاكمهم إليك فتقضى لنا عليهم، ونؤمن بك ونصدقك، فرفض الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه المساومة السخيفة وردهم خاسئين فنزل قوله تعالى :" وأن أحكم بينهم بما أنزل الله، ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك، فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيراً من الناس لفاسقون).