أرسل المشركون من مكة لرسول الله الذى خرج ليأتى مكة ويطوف بها فى عام الحديبية من يعاهده ويصالحه فكانت معاهدة الحديبية لكن حزن المسلمون حزناً شديداً بعد أن فقدوا الأمل فى إتيان مكة والطواف بالكعبة هذا العام ولعل أعظمهم حزناً كان عمر بن الخطاب الذى جاء إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - وقال: يا رسول الله ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: بلى. قال ففيم نعطى الدنية فى ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ قال: يا ابن الخطاب إنى رسول الله ولست أعصيه وهو ناصرى ولن يضيعنى أبداً قال: أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتى البيت فنطوف به؟ قال: بلى. فقال النبى: فأخبرتك أنا نأتيه العام؟ قال: لا. قال فإنك آتيه ومطوف به.
ثم انطلق عمر فأتى أبا بكر فقال له كما قال للنبى ورد عليه أبو بكر بمثل ما رد عليه النبى ثم قال له أبو بكر: يا عمر فاستمسك بغرزه حتى تموت فو الله إنه لعلى الحق.
ثم نزل قوله تعالى: إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً فأرسل رسول الله إلى عمر فأقرأه إياه فقال: يا رسول الله أو فتح هو؟ قال نعم : فطابت نفسه ورجع.