ذهب الفاروق عمر بن الخطاب إلى خليفة المسلمين أبى بكر الصديق يعتذر إليه عن منصب القاضى الذى يتولاه للفصل بين المتخاصمين .
- ترى ما سبب هذا الاعتذار؟
إنه لم يأت للقاضى خصمين طوال فترة توليه !!! هذا ما فعله الإسلام بالناس خوفاً من الله أو خوفاً من تطبيق الحد ، لم يسرق أحد ولم يختلف اثنان على قطعة أرض ولم يقتل أحد أحداً من أجل شئ قليل أو كثير عظيم أو تافه فروح الأخوة الإسلامية تسود المجتمع والزكاة يؤديها الفقير للغنى فلا يحقد أحد على أحد والغنى يقف بجوار الفقير فى الصلاة لايتعاظم أحد على أحد الكل سواء القائد والجندى ولا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى والعمل الصالح لذا اختفت الخصومات فاعتذر القاضى عن منصب يحتاج الناس إليه بعد أن كانوا فى مكة منذ عشرين سنة يأكل القوى فيهم الضعيف ولا يجد المظلوم من ينصره .
ولقد كان الإسلام هو الحل عند تطبيق أحكامه فى عهد رجل كعمر بن عبد العزيز "رضى الله عنه" عندما زوج الشباب وأشبع الفقراء وانتصر للمظلوم ولو كان من أهل الكتاب كما أصلح الطرقات فلم يعد هناك فقير ولا أعزب وفاض المال على الناس ببركة الإسلام .
ولجميع مشاكل المسلمين اليوم حلول فى الإسلام سواء أكانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية بين الأفراد أو بين الدول ، ففى الإسلام متسع وحل لكل هذه المشكلات كما كان فى عهود تطبيقه الأولى ويكفى أن نذكر هنا قاعدة [من أصلح أرضاً فهى له ] فهى وحدها كافيه بحل جميع المشكلات الاقتصادية فى المجتمع الإسلامى حيث يحتاج المسلم بعد إلى الغرب فى استجداء لقمة العيش وبالتالى فى عدم امتلاك القرار .
وإن السماح بتعدد الزواج فى الإسلام ليحل جميع مشكلات العوانس والأرامل والمطلقات .
وإن الخراج والزكاة والتى تؤخذ من الأغنياء تطهيراً لمالهم ثم ترد إلى فقرائهم لفيها الغناء لمشكلات الفقر والحاجة والعوز فلا نرى فى المجتمع من يبيت جائعاً أو من يسكن فى القبور كالأموات ولا من يظل إلى ما بعد الثلاثين بغير زواج .
وإن الدولة الإسلامية لتفرض لكل مولود فى الإسلام مالاً من بيت مال المسلمين يظل مورداً له يكفيه حتى يبلغ ويستطيع بعد ذلك أن يعمل وينفق على نفسه وأسرته وفى الإسلام الكثير والكثير من المبادئ والقواعد التى ما كانت أبداً قواعد نظرية أكاديمية بل إنها حلت بتطبيقها فى دنيا الناس جميع المشكلات التى نصرخ الآن منها .
- والصحفى الهندى الكبير كوفهى لال جابا يعلن إسلامه ويقول :-
ليس هناك أى دين آخر غير الإسلام لديه الإمكانية لحل كافة مشكلات الناس فى العالم الحديث ، وهذا هو امتياز الإسلام وحده ، فالإسلام بوسعه تلبية كافة حاجات الإنسان فى العصر الحاضر ، فليس هناك أى دين كالإسلام يستطيع أن يقدم أنجح الحلول للمشكلات والقضايا المعاصرة . فمثلاً أشد ما يحتاج إليه العالم اليوم الأخوة والمساواة ،وهذه وجميع الفضائل نجدها فى الإسلام لأن الإسلام لا يفاضل بين الناس إلا على أساس العمل والبذل "
- أما المسيحى نصرى سلهب اللبنانى فيقول : -
"تراثك يا ابن عبد الله ينبغى أن يحيا ، لا فى النفوس والقلوب فحسب ، بل فى واقع الحياة ، فى ما يعانى البشر من أزمات وما يعترضهم من عقبات . تراثك مدرسة يلقى على منابرها كل يوم عظة ودرس . كل سؤال له عندك جواب كل مشكلة ، مهما استعصت وتعقدت ، نجد لها فى أثارك حلاً"
- ويوجز الفرنسى جاك ريسلر فى تعريفه للإسلام فيقول عنه :-
"..إن اسم الإسلام يمكن أن يؤخذ على ثلاثة معان مختلفة : المعنى الأول دين ، والثانى دولة ، والثالث ثقافة ، وبالاختصار حضارة فريدة ، فقد سيطر الإسلام أثناء خمسمائة عام من 700 إلى 1200م على العالم بالقوة وبالعلم ، وبتفوق حضارته "
- ولقد لفت نظر برنارد شو : أسلوب حل المشكلات التى يتميز بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلم يملك نفسه حتى قال - وهو غير مسلم -"لو أن محمداً رسول الإسلام وجد وسط هذا العالم الملئ بالمشكلات والصراعات لاستطاع أن يحل مشكلات العالم وهو جالس يحتسى فنجاناً من القهوة ".
- وهذه تطبيقات عملية حتى يكون الإسلام هو الحل واقعًا فعليًا كما كان فى عهده الأول :
1 - مقاومة العادات الضارة اقتصادياً أو خلقياً أو غير ذلك , وتحويل تيار الجماهير عنها إلى غيرها من العادات النافعة , أو تهذيب نفسها تهذيباً يتفق مع المصلحة , وذلك كعادات الأفراح والمآتم والموالد والزار والمواسم والأعياد وما إليها , وتكون الحكومة قدوة صالحة فى ذلك .
2 - القضاء على الروح الأجنبية فى المجتمع من حيث اللغة والعادات والأزياء والمربيات والممرضات ..
3 - تأكيد على وحدة الأمة والقضاء على كل مظاهر الفرقة وأسبابها وإعلان الأخوة بين الناس .
4 - حسن المعاملة وكمال التخلق بالأخلاق الفاضلة .
5 - علاج قضية المرأة علاجاً يجمع بين الرقى بها والمحافظة عليها وفق تعاليم الإسلام
6 - تشجيع الزواج والنسل بكل الوسائل المؤدية إلى ذلك , ووضع تشريع
7 - النهوض بالرجل والمرأة جميعاً , وإعلان التكافل والمساواة بينهما , وتحديد مهمة كل منهما تحديداً دقيقاً .
8 - استيعاب الشباب ووضع البرامج الهادفة إلى رعايته وتوفير احتياجاته الأساسية وتوجيهه لخدمة المجتمع والإسهام الفاعل فى إنجاز برامج التنمية الشاملة .
9 - الاهتمام بالأطفال ورعاية شؤونهم وحسن تنشئتهم , ورعاية الأم وتوفير البيئة المناسبة للأمومة السليمة .
10 - القضاء على البغاء .
11 - القضاء على القمار بكل أنواعه .
12 - محاربة الخمر كما تحارب المخدرات .
13 - مقاومة التبرج والخلاعة وإرشاد السيدات إلى ما يجب أن يكون .
14 - الشدة فى محاربة الجرائم الأصلية والحفاظ على أمن المواطنين .
15 - الكسب والعمل وتحريم السؤال .
16 - تأمين المجتمع بتقرير حق الحياة والملك والعمل وتحديد موارد الكسب .
17 - حل مشاكل المال والفقر وتوزيع الثروة .
18 - التضامن الاجتماعى بين الحاكم والمحكوم بالرعاية والطاعة معاً .
19 - تشجيع تحفيظ القرآن فى المكاتب العامة الحرة .
20 - العناية باللغة العربية فى كل مراحل التعليم , وإفرادها فى المراحل الأولى عن غيرها من اللغات الأجنبية .
21 - العناية بالتاريخ الإسلامى والتاريخ الوطنى والتربية الوطنية وتاريخ حضارة الإسلام .
22 - العناية بالمستشفيات والأطباء والعيادات المتنقلة وتسهيل سبل العلاج .
23 - الحرص على سلامة البدن والمحافظة على الحواس .
24 - إغلاق الصالات والمراقص الخليعة وتحريم الرقص وما إلى ذلك .
25 - مراقبة دور التمثيل وأفلام السينما والتشديد فى اختيار الروايات والأشرطة .
26 - تهذيب الأغانى واختيارها ومراقبتها والتشديد فى ذلك .
27 - حسن اختيار ما يعرض أو ما يذاع على الأمة من برامج ومحاضرات وأغانى وموضوعات , واستخدام الإذاعة والتلفاز فى تربية خلقية فاضلة .
28 - مصادرة الروايات المثيرة والكتب المشككة المفسدة والصحف التى تعمل على إشاعة الفجور وتستغل الشهوات استغلالاً فاحشاً .
29 - توجيه الصحافة توجيهاً صالحاً وتشجيع المؤلفين والكاتبين على طرق الموضوعات الإسلامية .
30 - تنظيم المصايف تنظيماً يقضى على الفوضى والإباحية التى تذهب بالغرض الأساسى من الاصطياف .
31 - تحديد مواعيد افتتاح واغلاق المقاهى العامة , ومراقبة ما يشتغل به روادها , وإرشادهم إلى ما ينفعهم وعدم السماح لها بهذا الوقت الطويل كله .
32 - اعتبار المال الصالح قوام الحياة ووجوب الحرص عليه .
33 - إيجاب العمل والكسب على كل قادر .
34 - الكشف عن منبع الثروات الطبيعية ووجوب الاستفادة منها .
35 - تحريم موارد الكسب الخبيث سواء ما كان من غير مقابل من عمل : كالربا والقمار , واليانصيب ونحوها . أو كان بغير حق : كالنصب والسرقة والغش ونحوها . أو كان عوضاً لما يضر : كثمن الخمر والخنزير ونحوها . فكل هذه موارد للكسب لا يبيحها الإسلام ولا يعترف بها ".
36 - التقريب بين الطبقات ليقضى على الثراء الفاحش والفقر والمدقع .
37 - وذلك بتحريم الكنز ومظاهر الترف على الأغنياء , والحث على رفع مستوى المعيشة بين الفقراء وتقرير حقهم فى مال الدولة ومال الأغنياء والحث على الإنفاق فى وجوه الخير والترغيب فى ذلك وذم البخل والرياء والمن والأذى , وتقرير طريق التعاون والقرض الحسن ابتغاء مرضاة الله تبارك وتعالى ورجاء ما عنده :{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }[المائدة 2]
38 - تنظيم المعاملات المالية والتدقيق فى شئون النقد .
39 - حظر استغلال النفوذ .. من أين لك هذا ؟
40 - استغلال منابع الثروة الطبيعية استغلالاً سريعاً منتجاً والعناية بالمشروعات الوطنية الكبرى .
41 - محاربة الربا وتحريمه والقضاء على كل تعامل على أساسه
42 - إرشاد الشعب إلى التقليل من الكماليات والاكتفاء بالضروريات
43 - تحسين حال الموظفين الصغار برفع مرتباتهم وعلاواتهم وتقليل مرتبات الموظفين الكبار .
44 - حصر الوظائف وخصوصاً الكثيرة منها , والاقتصار على الضرورى , وتوزيع العمل على الموظفين توزيعاً عادلاً والتدقيق فى ذلك .
45 - العناية بشئون العمال الفنية والاجتماعية , ورفع مستواهم فى مختلف النواحى الحيوية .
46 - تشجيع الإرشاد الزراعى والصناعى , والاهتمام بترقية الفلاح والصانع من الناحية الانتاجية
47 - الانتخاب الدورى الحر وإصلاح جذرى لقانون الانتخاب .
48 - تقييم أداء الحكومة .
49 - انتخاب الرئيس ضمن منهجية برامجية .
50 - ضبط استخدام المال العام .
51 - تكريس مبدأ استقلال القضاء .
52 - بث الروح الإسلامية فى دواوين الحكومة بحيث يشعر الموظفون جميعاً بأنهم مطالبون بذلك .
53 - تقديم مواعيد العمل فى الدواوين صيفاً وشتاءً حتى يعين ذلك على الفرائض ويقضى على السهر الكثير .
54 - القضاء على الرشوة والمحسوبية والاعتماد على الكفاية والمسوغات القانونية فقط .
55 - أن توزن كل أعمال الحكومة بميزان الأحكام والتعاليم الإسلامية . فتكون نظم الحفلات والدعوات والاجتماعات الرسمية والسجون والمستشفيات بحيث لا تصطدم بتعاليم الإسلام , وتكون الدوريات فى الأعمال على تقسيم لا يتضارب مع أوقات الصلاة .
56 - أن يمارس الحاكم صلاحياته وسلطاته فى ضوء مبدأ سيادة القانون .
الإثنين يناير 12, 2009 10:24 pm
