كنت صغيرا لا اتجاوز العاشرة من عمري حينما استيقظت من النوم ذات جمعة ايضاً في العاشرة صباحا ً لأتوضأ واتجه الى صلاة الجمعة وعندما صعد الامام ليخطب الجمعه وقد كان جارنا في البيت وكان اسمه "الشيخ صابر "
صعد عمي الشيخ الى المنبر وظل يتحدث عن حسن الجوار وان الجار اذا طبخ لحم فيجب عليه ان يزيد من المرق(الشوربة)
ويعطي جاره وكم للجار من حقوق وان النبي صلى الله عليه وسلم ظن ان الله سيورث الجار................. الخ
واستطرق عمي الشيخ صابر في حديثة الى ان وصل الى بيت القصيد"موضوع البطيخ "
كان يضرب امثلة باللغة الشعبية لحث الناس على اكرام الجار والفقير والمسكين الى ان قال بلهجته العامية..........,
" فيها ايه يعني لما تكون مقتدر وتجيب بطيختين فيها ايه انك تعطي جارك منهم واحدة لوجه الله مفيهاش حاجة"
الحقيقة سال لعابي تذكرت البطيخة اللي في التلاجة بتاعتنا ومش عارف الواد اخويا قضى عليها ولا لأ فضلت افكر في البطيخ الى ان خرجت من المسجد وطيران على البيت لأفتح الثلاجة فلا اجد اي رائحة لأي بطيخ
الله يسامحك ياعم الشيخ صابر ليه فكرتني بالبطيخ بس
المهم بصيت من البلكونه لقيت عمي الشيخ صابر جاي من اول الشارع وشايل بطيختين نزلت بسرعة علشان اساعده في حمل احدهما ودار هذا الحوار
عنك ياعم الشيخ هات اساعدك
الله يخليك يابني خد شيل دي
واول ماشلتها افتكرت كلامه لما قال "" فيها ايه يعني لما تكون مقتدر وتجيب بطيختين فيها ايه انك تعطي جارك منهم واحدة لوجه الله مفيهاش حاجة""
وقلت اعملها فيه مش هوه الامام وبينصح الناس
فضلت شايل البطيخة لغاية باب بيتنا وبعدين قلت له طيب يا عم الشيخ شكرا على البطيخة جزاك الله خيرا
قاللي وهوه متنرفز هات ياولد البطيخة انت حتهرج معايا
وتجمع عدد من الجيران وكلهم كانوا بالمسجد وقت الخطبة
قلت له ايه ياعم الشيخ مالك انت نسيت كلامك على المنبر ولا ايه مش انت فقلت "" فيها ايه يعني لما تكون مقتدر وتجيب بطيختين فيها ايه انك تعطي جارك منهم واحدة لوجه الله مفيهاش حاجة""
وانا نفسي في البطيخ
رد الشيخ صابر وقد احس بانه خلاص فقد البطيخة يعني انت سبت الخطبة كلها وفاكرلي موضوع البطيخة ياريتني ماقلت حاجة عن البطيخ
وبين غضب الشيخ صابر وضحكات الحضور وعدم اكتراثي بذلك كله دخلت وقمت بغسل البطيخة ودعوت اخي والاهل وبعض الحضور على اكل احلى بطيخة من امام الحي بتاعنا عمي الشيخ صابر
للأمانة بس ...... منقوووول