كنت أعلم يا صاحبي..
أنك تحترق..
وأبيتُ الا أن اتركك رمادا..
باحثا في الكون ..
عن بصيص أمل..لتخترق..
كنت أعلم أن شموعك ذابت ..
على مقصلة حزني..
وأني ماعدك أقوى على حمل آهتك..
فتركتك على أرصفة الأسى..
وحدك تنزلق..!
ولكني..
راهنت الزمان على صمودك..
تحديت الأيام بعزيمتك..
وحثثت الخطى ..بتشبث يقين
علّقْته بروحي..
أُكمل المسير..لأنك معي..
راهنت عليك الحياة..
وإن ضجت البحار..
واسودت السماء..
بأنك ..أبدا..لن تخذلني
كنت أعلم يامن علمتني
معنى الرفيق..
وكيف انه طوعا يشاركنا الطريق..
انك صاحبي في ظلمات الحيرة..
ومؤنسي في وحشة غربة ذاتي..
نعم..
أسقيتك المر..مدراراً
وأسكنتك سجن قناعاتي..
وملأتك بأحاسيسي..
وحمَّلتُك..عجز أمنياتي..
بنيت حولك..حصن حصين..
لا مفر منه..لك في الأفق يبين..!
واستعبدتك لحزني..
وجعلتك خادمه الأمين..
فما كان منك الا طاعتي..
مستعينا بصبر..يعيش بين أنّات السنين..
ومضى العمر بنا..
وقد ارتضيتَ بقدرك المكتوب..
وتجلَّدت..ولم تسعَ يوما للهروب..
فما بالك اليوم؟
واهناً..متعباً..أرهقتك الأنواء والندوب؟!
ما بالك ترنو بنظرة يأس للقطار؟
تطالبني بإسدال الستار؟!!
ماتلك الإبتسامة على محيّاك؟
أهي بعض عتاب..
أم وداع أحباب؟
أصمت..بلغة احتضار؟
أم هي دعوة للإنتحار؟
يا صاحبي..
من سواك..علّمني..
أن الشتاء يأتي خلفه الربيعا؟
وأن العفو عن الزمن..هي سمة الأخلاق الرفيعة؟
من سواك..
أستفتيه إن شك الوجدان بالأيام الوديعة؟
يا صاحبي..
من علّمني..أن الايمان هو كنّة الخلود
إن ترنحت الرؤى بين اليقين والجحود..؟!
يا صاحبي..
من برفقته سواك..أعتلي عرش الإباء؟
وأرى معه دوما..فرجا ينفلج من السماء؟
اين اتكاؤك على ثقتك بالرحمن؟
أتترك المرجوم يشيّد لك..من الوهم بركان؟
يا صاحبي..
أنت تعلم اني بك فقط..أستطيع..
فبالله عليك..
كن كما أنت دوما..
رفيقا مطيع..
فالدفئ..لا يتجلّى
بل ينفلق..من قلب الصقيع..
والضوء لا يُفجِع..
بل يتهادى
كالنهار ..من ظلمة الليل البهيم..
فقل يارب..
قل يارب..
فهوستِّير..رحيم ..سميع..
دام نبضـ القلب و القلم
محبتي