عنتر بن شداد العبسي اشهر فرسان العرب واشعرهم وشاعر المعلقات والمعروف بشعره الجميل وغزله العفيف بعبله.
ومن ابيات غزله :-
هَلْ غَادَرَ الْشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ
&&& أمْ هَل عَرَفْتَ الْدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
يَا دارَ عَبْلَةَ بِالَجِوَاءِ تَكَلَّمِي &&& وَعِمِي صَبَاحاً دارَ عَبْلَةَ وَاسْلَمِي
وايضا :-
ولقد ذكرتك والرماح نواهل &&& مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوودت تقبيل السيوف لانها &&& لمعت كبارق ثغرك المبتســـــــم
وايضا قصيدته الجميله بعد ما اعترف ابوه بنسبه :
لا يحمل الحقد من تعــلو به الرتـب &&& ولا ينال العلى من طبعة الغضب
ومــن يكن عبد قــوم لا يـخالـفهــم &&& إذا جفوه ويسترضي إذا عتبوا
قد كنت فيما مضى أرعى جمالهم &&& واليوم أحمي حماهم كلما نكبوا
لـلـه در بـنـي عـبـس لـقـد نســلوا &&& من الاكارم ما قد تنسل العرب
لئن يعيبوا سـوادي فهـو لي نسـب &&& يوم النزال اذا ما فاتني النسب
إن كنت تـعـلـم يا نـعـمــان ان يدي &&& قصيرة عنك فالايام تنقلب
الـيـوم تـعـلم يــا نـعـمـان اي فـتـى &&& يلقى أخاك الذي قد غرة العصب
إن الافـاعي وإن لانـت مـلا مـسهـا &&& عند التقلب في انيابها العطب
فتى يخوض غمار الحرب مبتســـما &&& وينثني وسنان الرمح مختضب
إن سل صارمة سالت مضــــــــاربة &&& وأشرق الجو وانشقت له الحجب
والخيل تشهد لي أني أكفكــفـــها &&& والطعن مثل شرار النار يلتهب
إذا التقيت الأعادي يوم مــــعــركــة &&& تركت جمعهم المغرور ينتهب
لي النفوس وللطير اللحــــوم ولـلــو &&& حش العظام وللخيالة السلب
لا أبعد الله عن عيني غطـــــارفـــة &&& إنسا إذا نزلو جنا اذا ركبوا
أسود غاب ولكن لا نيــــوب لـــهــم &&& إلا الأسنة و الهندية القضب
تعدو بهم أعوجيات مضــــمــــــــرة &&& مثل السراحين في أعناقها القبب
هو عنترة بن شداد العبسي من قيس عيلان من مضر و قيل : شداد جده غلب على اسم أبيه ، و إنما هو عنترة بن عمرو بن شداد ، و اشتقاق اسم عنترة من ضرب من الذباب يقال له العنتر و إن كانت النون فيه زائدة فهو من العَتْرِ و العَتْرُ الذبح و العنترة أيضاً هو السلوك في الشدائد و الشجاعة في الحرب . و إن كان الأقدمون بأيهما كان يدعى : بعنتر أم بعنترة فقد اختلفوا أيضاً في كونه اسماً له أو لقباً . كان عنترة يلقب بالفلحاء ـ لفلح ـ أي شق في شفته السفلى و كان يكنى بأبي المعايش و أبي أوفى و أبي المغلس لجرأته في الغلس أو لسواده الذي هو كالغلس ، و قد ورث ذاك السواد من أمه زبيبة ، إذ كانت أمه حبشية و بسبب هذا السواد عدة القدماء من أغربة العرب . و شاءت الفروسية و الشعر والخلق السمح أن تجتمع في عنترة ، فإذا بالهجين ماجد كريم ، و إذا بالعبد سيد حر . و مما يروى أن بعض أحياء العرب أغاروا على قوم من بني عبس فأصابوا منهم ، فتبعهم العبسيون فلحقوهم فقاتلوهم عما معهم و عنترة فيهم فقال له أبوه : كر يا عنترة ، فقال عنترة : العبد لا يحسن الكر إنما يحسن الحلاب و الصر ، فقال كر و أنت حر ، فكر و أبلى بلاء حسناً يومئذ فادعاه أبوه بعد ذلك و ألحق به نسبه ، و قد بلغ الأمر بهذا الفارس الذي نال حريته بشجاعته أنه دوخ أعداء عبس في حرب داحس و الغبراء الأمر الذي دعا الأصمعي إلى القول بأن عنترة قد أخذ الحرب كلها في شعره و بأنه من أشعر الفرسان . أما النهاية التي لقيها فارسنا الشاعر فالقول فيها مختلف فئة تقول بأن إعصاراً عصف به و هو شيخ هم ( فان ) فمات به و فئة تقول بأنه أغار يوماً على قوم فجرح فمات متأثراً بجراحه و لعل القول الثاني هو الأقرب إلى الصحة . بدأ عنترة حياته الأدبية شاعراً مقلاً حتى سابه رجل من بني عبس فذكر سواده و سواد أمه و أخوته و عيره بذلك و بأنه لا يقول الشعر ، فرد عنترة المذمة عن نفسه و ابتدر ينشر المعلقة ثم صار بعدها من الشعراء و مما لا شك فيه أن حبه لعبلة قد أذكى شاعريته فصار من الفرسان الشعراء.
ارجو من كل قلبي ان السيره المختصره تعجبكم وتقبلوا تحياتي.