القاهرة-فلسطين برس- أعلن الرئيس المصري محمد حسني مبارك الليلة عن مبادرة مصرية، تتمثل بوقف لاطلاق النار لفترة محددة تفتح المجال لعبور المساعدات الى أهالي قطاع غزة، ثم دعوة الجانبين للتوصل لاتفاق دائم لوقف اطلاق النار بضمانات منع التصعيد ومنع مسبباته، وكذلك الدعوة للتجاوب مع الجهود المصرية لتحقيق الوفاق الفلسطيني.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوز في شرم الشيخ الليلة، أنه أطلع الرئيس ساركوزي على جهود مصر.واضاف انه وللاسبوع الثاني على التوالي، لا زالت الاعتداتءات الاسرائيلية المتواصلة والدمار وازهاق الارواح واستهداف للمدنين الابرياء.
واضاف: ان مصر التي فتحت باب السلام للشرق الاوسط، ورعت القضية الفلسطينية على مدى 60 عاما لا يمكن ان ترضى بالوضع الحالي، في ظل تمسك الأطراف بمواقفهما وتلكؤ مجلس الامن الدولي في تحمل مسؤوليته، فانني اطرح مبادرة محددة، سعيا لاحتواء الموقف، تتأسس على العناصر الآتية:
أولا:قبول إسرائيل والفصائل الفلسطينية لوقف فوري لإطلاق النار لفترة محددة، بما يتيح فتح ممرات آمنة لمساعدات الإغاثة لاهالي القطاع، ويتيح لمصر مواصلة تحركاها للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
ثانيا: قبول الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي دعوة مصر للاجتماع للتوصل للترتيبات لاتفاق دائم لوقف اطلاق النار، بضمانات تمنع التصعيد ومنع مسبباته بما في ذلك تأمين الحدود، ويضمن فتح المعابر ورفع الحصار، واستعداها لمناقشة ذلك مع الجانبين والاتحاد الاوروبي واطراف اللجنة الرباعية الدولية.
ثالثا: تجدد مصر دعوتها للسلطة الوطنية وكافة الفصائل للتجاوب مع الجهود المصرية لتحقيق الوفاق الفلسطيني، باعتباره المتطلب الرئيس لمواجهة التحديات التي تواجههم وتواجه قضيتهم في الظرف الراهن.
وقال مبارك إن مصر اذ تطرح هذه المبادرة تحملا لمسؤولياتها ، تتطلع لتحمل الجانبين والاطراف الاقليمية وحقنا للدماء، مشيدا بجهود الرئيس ساركوزي.
بدوره لفت ساركوزي الى ان الرئيس مبارك يدعو بدون أي تاخير خصوصا الجانب الاسرائيلي لمناقشة الوضع الامني على الحدود، ويمكن ان يكون ذلك في الساعات القادمة، وان الرئيس مبارك يقول ان اطلاق الصواريخ يجب ان يتوقف.
ولفت الى انه تحدث مع 'رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لاطلاعه على ما قمنا به لغاية الان وما يمكن ان نقوم به في هذه اللحظات الدقيقة، يجب ان اقول ان وفدا مصريا يجب ان يتحرك في هذا المجال الى اسرائيل للتحدث في الترتيبات الامنية'.
وأضاف: ان الرئيس مبارك سيقوم بالتحدث مع الرئيس محمود عباس لاطلاعه على ما جرى، قائلا: لدينا امل ان الادارة الاسرائيلية ستقوم وضع حد للعملية العسكرية التي قامت بها، والاهم الانسحاب من غزة، ويجب ان يكون لدينا انطباع اننا لم نربح في هذه المعركة.
وأضاف: يجب ان نطرح الامن على الحدود وان لا تطلق الصواريخ على اسرائيل، حتى لا نرى الصور البشعة التي رأيناها في غزة، منوها الى 'اننا سنقوم باطلاع واعلام رؤساء الدول على هذه المبادرة ' وما قمنا بمناقشته هذا المساء، وسنقوم باطلاعه المسؤولين في الدول المعنية بهذا الامر.
وقال ساركوزي: نريد ان يكون هناك امن واستقرار على الحدود، وان العملية الاسرائيلية في غزة لا تسعد احدا، ويجب ان تتوقف هذه العملية ورؤية الضحايا في ساحات غزة.
ولفت الرئيس الفرنسي الى ان وزير خارجيته برنارد كوشنير 'سيتابع هذه القضية حتى نتمكن من الوصول الى الهدف الذي تحدثنا به مع مبارك واولمرت'، لافتا الى أن اوروبا ستكون مستعدة للمساعدة بشكل او باخر لمساعدة الاطراف المعنية.
من جانبها نقلت قناة العربية الفضائية عن حركة حماس قولها أنها تعكف على دراسة المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار مشيرة إلى أن المبادرة تستحق الدراسة.
وقال رأفت مرة أحد قادة حماس في بيروت " سمعنا بالمبادرة ويبدو أنها جملة من أفكار مصرية وفرنسية وضعت في تصور واحد وستكون محل دراسة ونقاش وبحث لدى قيادة حماس