أصدقاء الرصيف بقلمي

كان يرقد في منزله...يحلم بموائد مترعة بأصناف المأكولات..
ومن بين جدار بيته أو شبه الجدار...تشع أمنيات...
تلك الأمنيات لم تعد تسكن الفؤاد...وإنما تسكن معدة خاوية...
لها أنين .

أفاق من نومه بلا منبه...فالجوع هو رنين صاخب ..
يشبه رنين هاتف نقّال..
هذا رجل حظه سعيد...لأن له بيتا يأويه...
أما صاحبنا صديق الرصيف...
فقد خرج من الصباح..وعاد كومة من لحم...
وكومة من قطع نقدية....إنه التسول!!!!!

هو ورقة لخاطرة حزينة..عنوانها الاستعطاف...
التسول:..
هو صبي ترك المدرسة...وفتاة باعت أنوثتها...
وشاب فقد رجولته...؛؛؛؛؛يجمعهم هدف واحد....المال من أجل العيش...
والعيش بالنسبة لهم...هو طعام أو شراب أو سجائر..
كل ليلة يحتضنون البرد...ويرتجفون من الأسى..
بصماتهم مجروحة...يمضون بها بدماء ليست حمراء..
فليس هناك ما يلونها...
أتحدث هنا...
عن نساء ما زالوا يعانون آلام الولادة...ويضعون مواليدهم
في منزل هو مرتع لمسببات المرض..
أتحدث عن شخص جعله الفقر مجرما...
أتحدث عن شابّ أذلت أحلامه مرارة العوز..
أتحدث عن مرضى معلقين بأكياس الجلوكوز..
ينتظرون الموت بمشافٍ لا تمتّ للإنسانية بصلة..

هل يجب علينا أن نجرب نومة الرصيف...حتى نستشعر الرعب
من غد ليس فيه قوت يومنا؟؟؟
ألا يكفي قرارات مائعة...جعلت من المتسولين عنوان لوطن لا ينتمي للحضارة بشيئ..؟؟؟

أن نتمعن في اللوحة المرسومة للفقر...دون النظرة
الدونية..؛؛؛هو سبيلنا للخروج من واحة يكدرها ظلام المجتمع اللامتعاون
قلوبنا أوصدت أبوابها في وجه السائلين....
هؤلاء فقراء الجيوب..نبتت في صحراء نفوسهم
أشواك رؤوسها تنغرز فيهم حقدا...
فتصنع منهم مجرمين.

أكبرهدف يؤرق مضجعهم هو تأمين الطعام..
البؤس متجمع في تضاريس وجوههم..
والإرهاق كامن في جنباتهم...يبللون الغيم بدموعهم..

ليس لنا أن نقول ..بأن حظا ونصيبا ركّب لهم فجعلهم كذلك.
بل هناك من صنع هذا القدر..
لن نلوم الأهل والبيئة مجددا..
سنمتلك شجاعة...تجعلنا نفصح ونجمع على أن كثيرا من أموالنا..
تهدر دون تفكير في أفراد هم جزء من المجتمع..
ونتقن فن استحداث الجوائز والمسابقات ..
القائمة على تمليك فرد مبلغ كبير...


أما نحن فقراء القلوب..!!!!
فقد أوصدنا أبواب قلوبنا في وجه السائلين..
ودرّسنا أطفالنا كيف ينهرون هؤلاء.

الشكر مع الاعتذار

إن الذي يعيش مترقبا النهاية يعيش مُعِدًّا لها،فان كان مُعِدًّا لها عاش راضيا بها،فان عاش راضيا بها كان عمره في حاضر مستمر،
كأنه في ساعة واحدة يشهدُ أوَّلَها ويحس آخرَها،
فلا يستطيع الزمن أن ينغص عليه ما دام ينقاد معه وينسجم فيه،
غير مُحَاوِلٍ في الليل أن يُبْعِدَ الصبح،
ولا في الصبح أن يبعد الليل


.